نشرت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا ادعى ناشروه أنه يصور تحرير القوات التركية لمعتقلين عرب من السجون الكردية في سوريا، وذلك ضمن عملية نبع السلام العسكرية التي بدأتها تركيا في سوريا منذ أيام
الفيديو قديم من عام 2018، ولا علاقة له بعملية نبع السلام العسكرية التي تشنها تركيا على سوريا حاليًا.
يوم التاسع من أكتوبر بدأت تركيا بشن عملية عسكرية على مناطق الشمال السوري أطلقوا عليها اسم نبع السلام، ووفقًا لبي بي سي تفيد تقارير بأن قوات تركية سيطرت على عدة قرى في شمال شرق سوريا.
أجبر القتال نحو 60 ألف شخص على الفرار من منازلهم، بحسب التقارير. كما قالت "قوات سوريا الديموقراطية" إن 9 مدنيين قتلوا من جراء القصف التركي. وفي المقابل، تعرضت بعض القري على الجانب التركي من الحدود لهجمات من جانب "قوات سوريا الديموقراطية"، وهو ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم رضيع.
حثّت المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تركيا بالالتزام بضبط النفس ووقف حملتها العسكرية، فيما هدد الرئيس التركي أردوغان بإرسال ملايين اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى أوروبا، إذا لم يتوقفوا عن استخدام كلمة "غزو" لوصف التحركات العسكرية التركية في سوريا.
جاءت العملية بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلده من المنطقة، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، نفى أن تكون الإدارة الأمريكية قد أعطت الضوء الأخضر لتركيا للتوغل في سوريا.
ردًا على الهجوم التركي، اتفقت القوات الكردية مع الحكومة السورية على إرسال جيشها إلى الحدود الشمالية، لمحاولة وقف الهجوم التركي على الميلشيات الكردية.
في ظل تلك الأحداث، ظهر الفيديو المذكور، عن تحرير القوات التركية لمعتقلين عرب في سجون الأكراد، لكن هذا تاريخ هذا الفيديو لا علاقة له بالأحداث الجارية.
الفيديو بالفعل يصور تحرير القوات التركية لبعض العرب -غير المعتقلين- من منطقة جندريس التي سيطرت عليها القوات الكردية، لكن هذا الأمر حدث عام 2018، أثناء عملية عسكرية عُرفت باسم "غصن الزيتون"، وشاركت فيها القوات التركية بصحبة الجيش السوري الحر.
بحسب الأمم المتحدة، فإنّ نصف سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 320 ألف نسمة، فروا خلال الهجوم التركي الذي شابته أعمال نهب، لكن بالنسبة لوسائل الإعلام التركية، كانت هذه المشاهد بمثابة درس لمن يدّعي أن عملية غصن الزيتون تؤذي المدنيين.
في نهاية الأمر، الفيديو له علاقة بعملية عسكرية تركية بالفعل، لكنها عملية "غصن الزيتون" التي بدأت في 20 يناير عام 2018، وليست عملية "نبع السلام" الحالية.
مراجع التحقق | مصادر الادعاء |
---|---|
مَا من حوار مَعك بعدَ الآن يا محمد..
— متصدقش (@matsda2sh) December 5, 2022
بمزيد من الحزن والألم، ينعى فريق عمل "متصدقش"، صديقنا، وشريكنا المؤسس، الصحفي محمد أبو الغيط.
قاوم أبو الغيط، مرض السرطان، بصبر وشجاعة نادرة، ورضا بقضاء الله حتى آخر لحظة. pic.twitter.com/9lywyhUbzK