– في الأيام اللي فاتت جرايد ومواقع عالمية اهتمت بخبر اكتشاف تابوت أثري في الإسكندرية بالصدفة، وبعدها بدأت معلومات تنتشر على السوشال ميديا، وللأسف كتير من المعلومات دي كان مش دقيق أو غلط بالكامل عن تابوت الإسكندرية
*ازاي اكتشفوه؟
– أول شهر 7، مقاول في إسكندرية اكتشف التابوت بالصدفة وهو بيحفر بشكل مبدئي بالمجسات عشان استخراج التصاريح اللازمة، وبمجرد ما لقى التابوت، وقف الحفر، وكلم السلطات، وبعدها اتحرر المحضر رقم 8115/2018 إداري في قسم سيدى جابر.
– بعد كده وزارة الأثار أعلنت إن بعثة أثرية تابعة للوزارة هي اللي اكتشفت التابوت، لكن التقارير الصحفية اللي طلعت بعد الاكتشاف مباشرة بتقول إن المقاول هو اللي كان بيحفر، وبعدها بيوم او اتنين طلعت تقارير تانية قالت إن المقاول كان معاه لجنة من الحي، وكان فيها عضو من وزارة الآثار، عشان يتأكدوا إن مفيش آثار في مكان البناء.
*التابوت جواه إيه؟
– كلام كتير انتشر عن إن التابوت تم فتحه، وإنه طلع تابوت مدفون فيه الإسكندر الأكبر، وإن فيه لعنة هتحل على العالم لو تم فتح التابوت . لكن الحقيقة إن التابوت مكانش اتفتح لحد النهاردة.
– التابوت اتسرب منه مادة حمراء بمجرد فتحه، وده خلى شائعات تانية تنتشر عن طبيعة المادة دي، لكن مصادر وزارة الآثار صرحت وقالت إن غالبًا بسبب مواد التحنيط اللي بتتفاعل مع بعضها طول أكتر من 2000 سنة كان التابوت فيها مقفول، وإن اكتشاف المادة دي بيتكرر في كشوف أثرية كتير.
– الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قال إن النهاردة الخميس تم فتح التابوت جزئيًا، 25 سم بس، وإنهم -للأسف- لقوا مياه صرف صحي تسربت لجوه التابوت مع الزمن بسبب شرخ بسيط في أحد جوانب التابوت.
– قال كمان إن التابوت ده ملوش أي علاقة بالإسكندر الأكبر.
– وإنهم لقوا عظام 3 أشخاص فيما يشبه دفنة عائلية وقال إنه للأسف المومياوات اللي كانت جوه التابوت مفضلتش على حالتها ومتبقاش منها إلا الهياكل العظمية بس. لكن في كل الأحوال عمليات فحص محتويات التابوت هتفضل مستمرة لفترة.
– المنطقة دي تبع سيدي جابر، وهي منطقة أثرية وبتتكرر فيها الاكتشافات من النوع ده، خصوصا انها كانت ضمن الجبانة الشرقية اللي كانت فيها مقابر وقت عصر البطالمة والعصر الروماني. وفي نفس المكان ده كان فيه اكتشاف لرأس تمثال في شهر مايو اللي فات. والتابوت هو أكبر تابوت أثري يُكتشف في المنطقة أو في الإسكندرية بشكل عام، ارتفاعه 185 سم وطوله 265 سم وعرضه 165سم ووزنه 30 طن.
**التابوت مش للإسكندر الأكبر
– الكلام اللي انتشر عن إن التابوت للإسكندر الأكبر هو كلام نفاه المختصين في الأركيولوجيا والمسؤولين في وزارة الآثار والمجلس الأعلى للآثار.
– واحد من المختصين في علم الآثار اتكلم مع موقع ناشيونال جيوغرافيك وقال إن مكان الدفن ده بره حدود الإسكندرية القديمة، وإن عمق الدفن قليل جدا، وعشان كده مستحيل إنه يكون لواحد من الملوك أو النبلاء، ثانيا طبيعة التابوت نفسه وإنه بدون أي نقوش أو علامات، كلها بتقول إنه تابوت غير ملكي، وإن كانت مادة التابوت من حجر الجرانيت الأسود الأسواني ممكن تقول إن التابوت كان ملك لأحد الأغنياء في عصر البطالمة اللي حكموا مصر 300 سنة وانتهى حكمهم قبل الميلاد بفترة بسيطة.
*مفيش حاجة اسمها لعنة الفراعنة
– الكلام اللي انتشر كمان عن إن فتح التابوت ممكن يتسبب في لعنة كلام غير علمي ومعليهوش أي دليل، علماء الآثار المصريين وغيرهم طول الوقت بيأكدوا إن مفيش حاجة اسمها لعنة الفراعنة.
– آخر التصريحات دي قالها وزير الآثار السابق زاهي حواس، ومصطفى وزيري.
– يمكن التفسير العلمي الوحيد للي اسمها “لعنة الفراعنة” هو إن الأماكن الأثرية اللي بتكون مقفولة لآلاف السنين بتتكون داخلها فطريات وبكتريا وغازات قاتلة، ولو اللي فتحوا المقابر دي بدون احتياطات بيكونوا أول ناس يتعرضوا للغازات دي وممكن تأثر عليهم بشكل سريع وحتى ممكن تؤدي للوفاة.
– حتى الصحف العالمية اللي اتكلمت عن الموضوع، زي الإندبندنت البريطانية مثلا، كانت بتنقل تخوفات الناس من السوشال ميديا ومن موقع تويتر، مش بتقول إن فيه لعنة هتحصل فعلا لو اتفتح التابوت.
#تابوت_الإسكندرية
مَا من حوار مَعك بعدَ الآن يا محمد..
— متصدقش (@matsda2sh) December 5, 2022
بمزيد من الحزن والألم، ينعى فريق عمل "متصدقش"، صديقنا، وشريكنا المؤسس، الصحفي محمد أبو الغيط.
قاوم أبو الغيط، مرض السرطان، بصبر وشجاعة نادرة، ورضا بقضاء الله حتى آخر لحظة. pic.twitter.com/9lywyhUbzK